امرأة صالحة .. ومربية عظيمة ..ومتصدقة كريمة .. هذا ما شهد به المقربون منها .. خمسون عاماً مرت عليها وهي بكماء ولم تنبس ببنت شفة ..
أعتاد زوجها وأهلها هذا الوضع ، مؤمنين بقضاء الله وقدره ، فله – سبحانه – الحكمة البالغة في كل ما يدبره في هذا الكون ..وهكذا ينبغي للمسلم أن يرضى بقضاء الله وقدره في كل ما يصيبه من كرب أو بلاء .
في ليلة من الليالي – وعلى غير عادتها – استيقظت مبكرة قبل الفجر بساعات ، ووقفت تصلي بين يدي الله عز وجل .. وفجأة ..نطقت بصوت مسموع ... واستيقظ الزوج على إثر ذلك الصوت ...
يا إلهي ..ما الذي حدث ، أبعد هذه العقود الخمسة من الصمت المطبق ينطلق لسانها ... " نعم نطقت ، وبالشهادتين ، بلغة واضحة وصريحة ، وتضرعت إلى الله بالدعاء بالكلمة المسموعة . ..
وانتظر زوجها فراغها من الصلاة وهو في غاية اللهفة ، ليسألها عما حدث ، ولكن قدر الله كان أسبق ، فما إن فرغت من صلاتها حتى قُبضت روحها وهي لم تبرح سجادتها الأثيرة ، وقد ختمت حياتها بكلمة التوحيد والدعاء ، فهل سمعتم بخاتمة أحسن من هذه الخاتمة